شبكة الحلم : قبل نهائي كأس العالم للأندية.. حين جلس التاريخ والكرة فوق عارضة حديدية في سماء نيويورك

في أعلى نقطة من ناطحات نيويورك، حيث يلامس الحديد السماء وتُلامس قمم ناطحاتها الغيوم، تكررت لحظة خالدة بعد 93 عامًا، في مشهد يعيد إحياء واحدة من أشهر الصور في التاريخ، حيث شارك الثنائي كول بالمر لاعب نادي تشيلسي الإنجليزي وعثمان ديمبلي لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، في جلسة تصوير رسمية للفيفا فوق مركز روكفلر في نيويورك، قبل نهائي كأس العالم للأندية 2025.

ويلتقي باريس سان جيرمان مع تشيلسي، على أرضية ملعب ميتلايف، في تمام الساعة العاشرة مساءً بتوقيت القاهرة.

ومثّل النجمان نادييهما في الحدث الترويجي قبل ساعات من مواجهة فريقيهما في نهائي البطولة على ملعب ميتلايف في نيوجيرسي.

وظهر اللاعبان في جلسة التصوير بقميصي نادييهما، فوق عارضة حديدية على ارتفاع شاهق، وبينهما كأس العالم للأندية 2025.

ولم يكن المشهد صدفة، بل رسالة بصرية قوية تعبر عن امتداد الحلم الأمريكي من زمن الكساد إلى زمن الكرة.

وكانت الرسالة من الصورة الدعائية لنهائي كأس العالم للأندية 2025 واضحة، وهي أن ما بدأه عمال الحديد على عارضة في السماء، يستكمله نجوم الكرة على نفس العارضة، ولكن برمزية جديدة.

ولم يكن المشهد مجرد دعاية، بل إعادة صياغة للذاكرة، استحضار لماضٍ شجاع ودمج له مع حاضرٍ مليء بالحماس.

وتُعيد هذه الصورة الدعائية التي جمعت بين لاعبين من الفريقين المشاركين في نهائي كأس العالم للأندية 2025، قصة بناء مركز روكفلر الشهير في الولايات المتحدة الأمريكية والصورة الشهيرة التي تُدعى “Lunch Atop a Skyscraper”.

قصة مركز روكفلر هي قصة تجمع بين الطموح الأمريكي، والابتكار المعماري، والدعم الثقافي والفني، بدأت خلال واحدة من أصعب الفترات في التاريخ الاقتصادي الأمريكي وهي الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن العشرين.

صورة ديمبلي وبالمر تعيد الأذهان إلى الصورة الشهيرة التي تُظهر 11 عاملاً جالسين على عارضة فولاذية على ارتفاع أكثر من 250 مترًا فوق مانهاتن، يتناولون الغداء بلا أي معدات أمان، خلفهم يظهر سنترال بارك الشهير.

وتم التقاط الصورة كجزء من حملة دعائية لمبنى مركز روكفلر الذي كان لا يزال قيد الإنشاء في ذلك الوقت، وتهدف لإبراز قوة العمال الأمريكيين وشجاعتهم في مواجهة الخطر والعمل في ظروف صعبة خلال فترة اقتصادية قاسية.

وكانت هذه الفئة من العمال تُعرف بـ”رجال الحديد” ممن عملوا في أخطر وظائف البناء، حيث لم يكن لديهم معدات أمان، وهو ما يعكس مدى خطورة عملهم، وجعل من الصورة رمزًا للشجاعة والمخاطرة من أجل لقمة العيش.

كما أنه تم استخدام هذه الصورة كملصق لفيلم وثائقي بعنوان: “Men at Lunch – The Untold Story of a City’s Legend” الذي تم إصداره في عام 2012، والذي يستعرض قصة هذه الصورة الشهيرة، ويحاول اكتشاف هوية العمال الظاهرين فيها، والقصص الحقيقية وراءهم، وأغلبهم كانوا مهاجرين أيرلنديين وإيطاليين وفقراء جاءوا إلى أمريكا بحثًا عن فرصة.

صورة “Lunch atop a Skyscraper” أصبحت واحدة من أشهر الصور في التاريخ ورمزًا لهوية نيويورك الصناعية.

وأصبحت هذه اللقطة البسيطة تشير إلى جسر بين زمنين هما زمن البناء الحديدي وزمن السحر الكروي، ما بناه العمال بعرقهم، يحتفي به النجوم بأقدامهم فوق نفس العارضة وتحت سماء نيويورك التي لا تنسى من صنع مجدها.