“غيلدا” والـ “الجمال النووي الفتاك”
شبكة الحلم : “غيلدا” والـ “الجمال النووي الفتاك”
#غيلدا #والـ #الجمال #النووي #الفتاك
شبكة الحلم : “غيلدا” والـ “الجمال النووي الفتاك”
نظروا إلى القنبلة النووية على أنها حسناء فاتنة. أطلقوا عليها اسم “غيلدا”، وكتبوا على غلافها “ريتا هايورث”، وهو اسم ممثلة الإغراء التي لعبت دورها في فيلم بنفس الاسم.
“غيلدا”، القنبلة النووية الأمريكية المصنوعة من البلوتونيوم لم تشارك في عرض تمثيلي أو مسرحي وهمي، بل في هجوم نووي كان الهدف منه إبادة أسطول بحري ضخم يتكون من 95 سفينة حربية وعدد من الغواصات.
بهذه الطريقة، قام العلماء والخبراء المشاركون في مشروع “مانهاتن” الشهير الخاص بإنتاج أولى الأسلحة النووية في العالم، بإدماج بريق هوليوود الساطع والمسلي بوميض هذا السلاح الفتاك.
جُمع أسطول بحري ضخم يتكون من بوارج وحاملات طائرات وغواصات تم الاستغناء عنها. هذا الأسطول الذي ضم 95 قطعة بحرية كان وقتها يعد السادس في العالم من حيث العدد، وضم إلى جانب القطع البحرية الأمريكية القديمة سفنا يابانية وألمانية تم الاستيلاء عليها خلال معارك الحرب العالمية الثانية التي كانت انتهت قبل وقت قصير. العديد من هذه السفن تم إصلاحها لتجرب عليها “القنبلة النووية” في ظروف معركة حقيقية.

تم اختيار “بيكيني أتول”، وهي جزيرة مرجانية في المحيط الهادئ ضمن أرخبيل جزر مارشال، لتكون مسرحا لمعركة تُحاكي هجوما على أسطول بحري كامل بواسطة قنبلة نووية.
اختيرت هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها 5 كيلو مترات بشكل نهائي وبدأت في 11 يناير 1946 الاستعدادات لهذه العملية النووية الضخمة التي أطالق عليها الاسم الرمزي، “مفترق الطرق”.
جزيرة “بيكيني أتول” كانت مناسبة من جميع الأوجه للتجربة النووية وتتوفر بها جميع متطلبات السلامة، وقد تم نقل سكانها القلة إلى جزيرة “رونغيريك” المرجانية القريبة، كما مهد الأمريكيون الطريق أمام القطع البحرية بصنع فجوات في الأرخبيل المرجاني بواسطة الديناميت لتتمكن من الوصول إلى البحيرة، مكان التجربة.
مهدت البحرية الأمريكية لهذه التجربة النووية أيضا ببناء مخابئ وأبراج مراقبة وأحواض جافة وشيدت حتى مرافق ترفيهية. كما ثُبت في القطع البحرية 5000 مقياس ضغط وزودت السفن بـ 25000 كاشف إشعاعي وبكاميرات لتوثيق تأثيرات الانفجار.
علاوة على ذلك، حُمّلت القطع البحرية بـ 204 من الماعز وبنفس العدد تقريبا من الخنازير وبآلاف الفئران والجرذان والحبوب والحشرات، لدراسة مضاعفات الأشعة على الكائنات الحية.

أسقطت القنبلة النووية من قاذفة قنابل طراز “بي – 29″، وبلغت قوة الانفجار النووي 23 كيلو طن، وكان يفترض أمن يكون الهدف الرئيس البارجة “يو إس إس نيفادا” التي طليت باللون الأحمر، لكن تبين أن القصف النووي لم يكن دقيقا ووقع على بعد 650 مترا من الهدف.
اتضح أيضا أن الأضرار التي سببها هذا الانفجار النووي المهول على القطع البحرية أقل بكثير من المتوقع، ولم تغرق مباشرة إلا سفينتين، فيما تعرضت العديد من القطع البحرية لأضرار متفاوتة.
الضرر المميت تمثل في الانبعاثات المشعة. تلوثت العديد من السفن بجرعات من النيوترون وأشعة غاما، ونفق حوالي 10 بالمئة من الحيوانات بسبب الانفجار، و15 بالمئة من الوميض الفوري للإشعاع، و10 بالمئة ماتت لاحقا بسبب الأمراض الناجمة عن الأشعة.
التجربة النووية الثانية في إطار عملية “مفترق الطرق” جرت الساعة 08:35 صباح يوم 25 يوليو في نفس المكان، ولكن تحت الماء.
وضعت قنبلة نووية تعمل بالبلوتونيوم من طراز “الرجل السمين”، وكانت مطابقة لتلك التي ألقيت على مدينة ناغازاكي اليابانية نهاية الحرب العالمية الثانية، داخل صندوق فولاذي تحت سفينة الإنزال “يو إس إس إس إم-60″، وفُجرت عن بعد بواسطة “نبضات راديو”.
كان التفجير النووي تحت الماء مهولا. طار كل شيء إلى عنان السماء داخل دائرة قطرها 160 مترا، وارتفع عمود من الماء إلى حوالي 1800 متر. الاضرار كانت هائلة وتمزقت سفينة الإنزال إربا، ولم يعثر منها إلا على شظايا صغيرة.
تم ألغاء تفجير نووي ثالث في عملية “مفترق الطرق”. الاختباران النوويان كانا كافيين لتدمير بيئة البحيرة. بعد الانفجار النووي الثاني استقرت بها كميات كبيرة من مواد التلوث الإشعاعي، وتبين أن هذا التلوث كان أكثر استشراء وتدميرا مما كان متوقعا. إثره أصبحت الجزيرة المرجانية غير صالحة للسكان لما يقرب من 60 عاما.
المفارقة المضحكة والمبكية في نفس الوقت أن أضواء هوليوود الحميمة وتقاسيم وجه ممثلة الإغراء ريتا هايورث انطفأت على الفور، وبقيت الصورة قاتمة ومفزعة. تحولت السفن بعد التفجير النووي الأول إلى “مواقد نووية مشعة”، تبيد أي كائن حي في أقل من رمشة عين.
المصدر: RT
إقرأ المزيد

نذير “الطائر الطنان”.. صحيفة مشؤومة ومسدس بطلقة واحدة!
في ذروة أحداث “ليلة السكاكين الطويلة”، أراد أدولف هتلر التخلص من أحد أشد منافسيه على الزعامة بطريقة خاصة. بعد اعتقاله أمر أن تحضر له في زنزانته صحيفة ومسدس بطلقة واحدة.

أبو القاذفة الشبحية الأمريكية “بي -2” يُرجح كفة الصين!
ارتبطت القاذفة الشبحية الأمريكية الفريدة “ب -2” التي شاركت في ضرب منشأة “فوردو” النووية الإيرانية في عملية “مطرقة منتصف الليل”، بقصة مثيرة جمعت “الحلم الأمريكي” بالخيانة والتجسس.

الموساد بلسان إيراني: كان فعلا “أقرب إلينا من آذاننا”!
قبل الاختراق الذي بلغ مداه في 13 يونيو، دق مسؤولون إيرانيون سابقون نواقيس الخطر حتى أن رئيس وزارة الاستخبارات الأسبق علي يونسي كان أعلن أن “الموساد أقرب إلينا من آذاننا”.

سبب الوفاة “القتل”.. والجسد كما لو أن “حافلة داسته”!
تعرض قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة إلى صنوف عنيفة من التعذيب على يد الأمريكيين في معتقل باغرام حتى أن تقرير تشريح جثته ذكر أن الإصابات على جسده تشبه آثار “دهس حافلة”.

“ألو !.. الموساد معك على الخط.. نحن أقرب إليك من حبل الوريد!”
على الرغم من أن غبار حرب 12 يوما الإسرائيلية الاستباقية على إيران لا يزال عالقا ولا تزال النتائج غامضة، لكن اختراق الموساد الكبير للداخل الإيراني كان ثغرة مهلكة مؤكدة .
شبكة الحلم : “غيلدا” والـ “الجمال النووي الفتاك” #غيلدا #والـ #الجمال #النووي #الفتاك