“النبوءة النيوزيلندية بـ 10 أهداف”.. أوكلاند سيتي الذي يذكّر العالم بجوهر كرة القدم
شبكة الحلم :
“النبوءة النيوزيلندية بـ 10 أهداف”.. أوكلاند سيتي الذي يذكّر العالم بجوهر كرة القدم
#النبوءة #النيوزيلندية #بـ #أهداف #أوكلاند #سيتي #الذي #يذكر #العالم #بجوهر #كرة #القدم
“النبوءة النيوزيلندية بـ 10 أهداف”.. أوكلاند سيتي الذي يذكّر العالم بجوهر كرة القدم
شبكة الحلم :
“النبوءة النيوزيلندية بـ 10 أهداف”.. أوكلاند سيتي الذي يذكّر العالم بجوهر كرة القدم
يبرز اسم أوكلاند سيتي النيوزيلندي كاستثناء فريد وسط أكبر الأندية العملاقة المشاركة في كأس العالم للأندية، إذ يعد الفريق الهاوي الوحيد في البطولة، لكنه لا يشارك فقط للتمثيل أو الاستمتاع بالتجربة.
أوكلاند سيتي
ويحمل النادي النيوزيلاندي على عاتقه مهمة قد تبدو رمزية وبسيطة للغاية، لكنها تمس جوهر كرة القدم، إذ يمثل أوكلاند “الهواة” وهم الأغلبية الساحقة من لاعبي كرة القدم حول العالم.
في بلاد بعيدة لا تملك دوريًا محليًا محترفًا، ومن نادٍ محدود الموارد يلعب في دوري متواضع، جاء أوكلاند سيتي ليقف أمام عملاق بحجم بايرن ميونيخ في افتتاح البطولة ليخسر بعشرة أهداف.
وتتفاوت الإمكانيات بشكل صارخ على المستطيل الأخضر وخارجه، فإن روح الفريق النيوزيلندي أجبرت الجميع على احترامهم، هذا التباين الحاد بين عالمين هو ما يمنح قصة أوكلاند سيتي بُعدًا ملهمًا.
فبينما يحلق اللاعبون المحترفون بطائرات خاصة وينامون في فنادق فاخرة، يضطر لاعبو أوكلاند للتدريب عقب العمل وكأنه ناد يلعب في الدرجة الثالثة أو الرابعة.
هواة
يُعد أوكلاند سيتي النيوزيلندي الفريق الهاوي الوحيد ضمن قائمة المشاركين في النسخة الموسّعة من بطولة كأس العالم للأندية.
ويخلط كثيرون بين الناديين، فبسبب غياب دوري احترافي في نيوزيلندا، يلعب نادي أوكلاند وويلينجتون فينيكس، ضمن الدوري الأسترالي، ما يجعلهما غير مؤهلين للمشاركة في المسابقات القارية الخاصة باتحاد أوقيانوسيا.
وبات أوكلاند سيتي ممثل أوقيانوسيا الأبرز على الساحة العالمية، بعدما توج 13 لقبًا في دوري أبطال أوقيانوسيا، ومشاركًا في 10 نسخ سابقة من كأس العالم للأندية، من بينها نسخة 2014 التي أنهاها في المركز الثالث بعد فوزه على كروز أزول المكسيكي بركلات الترجيح.
ومع النسخة الجديدة من البطولة التي أتاحت للفريق خوض 3 مباريات في مرحلة المجموعات أمام أندية عملاقة مثل بايرن ميونيخ، وبنفيكا، وبوكا جونيور.
النبوءة النيوزيلندية
نادي أوكلاند سيتي الذي عام 2004، يواجه فروقات كبيرة أمام أندية المونديال، هذا ما عبرت عنه نتيجة المباراة الأولى أمام العملاق البافاري بعدما فاز الأخير بـ10 أهداف.
ويقول حارس مرمى الفريق، كونور تريسي “في النسخ السابقة، كنا نجهز لمباراة واحدة فقط، الآن لدينا 3 مواجهات أمام أسماء كبرى، وهذا بحد ذاته تطور رائع”.
“القرعة كانت لحظة خاصة للاعبين، إذ اجتمع الفريق بأكمله في غرف النادي لمشاهدتها، وسادت أجواء من المزاح والدهشة، خاصة بعد ظهور اسم بايرن ميونيخ كمنافس أول، إذ قال لي شقيقي ضاحكًا، هاري كين سيسجل عشرة أهداف في مرماكم”.
“نحن نمثل 99.9% من لاعبي كرة القدم في العالم، معظمنا هواة، هذه ليست مهمة سهلة على الإطلاق، نحن نمثل 99.9% من لاعبي كرة القدم؛ 0.1% منهم محترفون، لكننا البقية”.
لا نرى أشعة الشمس
وبحسب إحصاءات الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، لا يوجد سوى نحو 129 ألف لاعب محترف من أصل 250 مليون يمارسون اللعبة عالميًا.
“الإجازة دائمًا مشكلة، وليست سهلة أبدًا، عندما انضممت إلى إحدى الشركات قلت لهم، إذا كنتم ترغبون في التعاقد معي هناك مشكلة، هي أنني ملتزم بالفعل بكرة القدم”.
“بالنسبة لجميع اللاعبين الذين يعملون بدوام كامل، فإن الأمر صعبٌ للغاية، نحن نكافح من أجل ذلك”.
“نحن لا نرى أشعة الشمس حقًا، لأننا في العمل طوال اليوم، نذهب للتدريب، ثم نعود إلى المنزل في الساعة التاسعة مساءً، بعض اللاعبين لديهم عائلات، يكون الأمر صعبًا للغاية”.
ويعمل تريسي مشرفًا في مستودع للمستلزمات البيطرية، إذ يشرف على توزيع الأدوية والأغذية والأدوية في جميع أنحاء نيوزيلندا.
وبسبب التعامل اليدوي والرفع الثقيل المتكرر المطلوب منه في عمله اليومي، ليعاني كثيرًا من الإصابات.
“عملي قد يكون مجهدًا جسديًا للغاية، ويؤثر سلبًا على لياقتي البدنية، كنت أكثر عرضة للإصابات من أي حارس مرمى عادي، نظرًا لضيق الوقت المتاح لنا للتعافي”.
“لكن كنادي كل ما قمنا به في أوقيانوسيا ونيوزيلندا أوصلنا إلى هذه اللحظة، نعلم أننا واجهنا فريقًا من بين الأفضل في العالم، لكن مجرد التواجد هنا يُعد إنجازًا نفخر به”.
ملاحقة الأحلام
أما قائد الفريق ماريو إيليتش، أكد أن “حب فريقه للعبة” هو القوة الدافعة وراء تأهلهم التاريخي إلى مونديال الأندية.
“يقول الناس إن اللاعبين المحترفين يعملون بجد، وهذا ما يفعلونه، لكننا نحاول التنافس على أعلى مستوى في اللعبة بينما نعمل بوظيفتين وفي بعض الحالات 3 وظائف لأجل العيش”.
ويعمل إيليتش كممثل مبيعات لإحدى شركات المياه الغازية، ويبدأ يومي الطبيعي حوالي الساعة الخامسة صباحًا، ليذهب إلى “الجيم” لمدة ساعة قبل أن يعود لتناول الفطور ويذهب إلى الشركة في الثامنة صباحًا.
بعد انتهاء العمل في تمام الساعة الخامسة مساءً، يذهب إلى التدريب في السادسة مساءً، ليعود إلى المنزل حوالي الساعة التاسعة مساءً قبل التوجه إلى النوم للاستعداد للقيام بكل ذلك مرة أخرى في اليوم التالي.
يؤثر هذا الروتين له بشكل سلبي على اللاعبين، ويمتد أيضًا إلى عائلاتهم وأصدقائهم.
“لا أتمكن من رؤية زوجتي إلا في ليلة الجمعة حقًا أو يوم الأحد، ولكن لحسن الحظ فهي تتفهم الطبيعة المحدودة لمسيرة اللاعب وتسمح لي بملاحقة أحلامي”.
أبطال من الظل
وعلى الرغم أن أوكلاند سيتي فريق من الهواة قادمون من أقصى جنوب الكرة الأرضية، إلا أنه فاجأ عالم كرة القدم في عام 2014، وكتبوا فصلاً استثنائيًا في تاريخ النادي، بعد أن أطاحوا بالمغرب التطواني ووفاق سطيف، واقترب الفريق بشكل مثير من تحقيق معجزة الوصول إلى النهائي لمواجهة ريال مدريد، قبل أن يخسر من سان لورينزو الأرجنتيني في نصف النهائي.
وفي مباراة تحديد المركز الثالث، فاز الفريق بالميدالية البرونزية بعد الانتصار على كروز آزول المكسيكي 4-2 بركلات الترجيح بعد التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.
كما توج نجم الفريق إيفان فيسيليتش بثالث أفضل لاعب في البطولة بعد سيرجيو راموس وكريستيانو رونالدو.
“إن النظر إلى هذه الصورة أمر سريالي بعض الشيء ويعيد ذكريات رائعة عن وقت لا يصدق سيظل محفورًا في ذاكرتنا جميعًا إلى الأبد”.
“كانت تلك الفترة في المغرب أشبه بالسحر، قدّمنا جميعًا بطولة رائعة كفريق، لاعبين وجهازًا فنيًا، وجعلني ذلك أشعر بالفخر الشديد لانضمامي إلى هذا الفريق”.
“لقد كانت لحظة خاصة بالنسبة للنادي ولي ولعائلتي وأطفالي الذين ينظرون إلى تلك الصورة مع راموس ورونالدو، ويجدون صعوبة في تصديق كيف انتهى الأمر بطفل من أوكلاند على منصة التتويج مع أسطورتين”.
“نجحنا في لفت انتباه العالم في بطولة 2009 بعد الفوز على شباب الأهلي الإماراتي وبطل أفريقيا مازيمبي في مباراة تحديد المركز الخامس، لكن عام 2014 أعلننا عن وجود النيوزيلنديين على مسرح كرة القدم العالمي”.
“كنا في رحلة رائعة بالمغرب، كنا ننافس أفضل الفرق العالمية، ونصنع تاريخًا رياضيًا جديدًا لنيوزيلندا”.
117 عامًا لمعادلة أسبوع من راتب كين
وبين تتويج بالمركز الثالث في عام 2014، تلقى أوكلاند صدمة كبيرة بعد الخسارة أمام بايرن ميونخ بعشرة أهداف في نسخة 2025، في أول بطولة موسعة للمونديال العالمي.
وربما كان أوكلاند محظوظًا بعدم الخسارة بفارق أكبر، إذ سدد بايرن 31 مرة، منها 17 على المرمى، ووصلت نسبة الاستحواذ على الكرة 71٪.
ولم يتمكن لاعبو نيوزيلندا من تسديد سوى تسديدة واحدة على مرمى مانويل نوير.
الفجوة الهائلة بين الجانبين على أرض الملعب تنعكس خارجه أيضا، إذ تبلغ إيرادات أوكلاند سيتي حوالي 488 ألف جنيه إسترليني في السنة المالية الماضية، مقارنة بإيرادات بايرن ميونخ التي تبلغ 810 مليون جنيه إسترليني.
ويبلغ الحد الأقصى لرواتب لاعبي أوكلاند الهواة حوالي 66 جنيهًا إسترلينيًا أسبوعيًا، فيما يتقاضى هاري كين 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا مع بايرن،
وبحسبة بسيطة، سيستغرق أعلى لاعب أجرًا في أوكلاند حوالي 117 عامًا لمعادلة راتب كين الأسبوعي.
وتقدر قيمة تشكيلة أوكلاند حوالي 3.9 مليون جنيه إسترليني بحسب موقع ترانسفير ماركت، في حين تبلغ قيمة تشكيلة بايرن حوالي 769 مليون جنيه إسترليني.
ويحصل أوكلاند، الممثل الوحيد لأوقيانوسيا في البطولة، على 2.6 مليون جنيه إسترليني كجوائز مالية للمشاركة، بينما من المتوقع أن تحصل الأندية الأوروبية على ما بين 9.9 مليون جنيه إسترليني و29.6 مليون جنيه إسترليني.
ويحتل بايرن حاليا المركز السادس في تصنيف أوبتا الإحصائي العالمي لأفضل الأندية، فيما يأتي أوكلاند تراجع في المركز 5074.
في حين يضم بايرن بعضًا من أكبر الأسماء في عالم كرة القدم، يضم فريق أوكلاند مدرسًا في مدرسة ابتدائية، موظف تأمين، حلاقًا، مندوب مبيعات، والعديد من الطلاب الجامعيين، حتى أن الظهير الأيسر ناثان لوبو سيحوض امتحان من غرفته في الفندق أثناء البطولة.
نعم خسر أوكلاند سيتي أمام بايرن ميونخ، لتصبح أكبر نتيجة في تاريخ المونديال، لكنه مازال يمثل 99% من عالم كرة القدم.
في وقت تتسيد الأرقام الفلكية والعقود الضخمة، وقف نادٍ هاوٍ من أقصى جنوب الأرض ليذكّرنا بجوهر كرة القدم وممارسة اللعبة.
بعيدا عن عالم المال، فكرة القدم لا تخص الـ0.1% من المحترفين فقط، بل تخص أيضا من يغادرون العمل مسرعين إلى التدريب، ويخوضون الامتحانات من غرف الفنادق، ويحلمون بمستقبل أفضل في اللعبة.
شبكة الحلم :
“النبوءة النيوزيلندية بـ 10 أهداف”.. أوكلاند سيتي الذي يذكّر العالم بجوهر كرة القدم
#النبوءة #النيوزيلندية #بـ #أهداف #أوكلاند #سيتي #الذي #يذكر #العالم #بجوهر #كرة #القدم