شبكة الحلم : تحليل شامل… ألونسو يغير مصير غولر مع ريال مدريد

هاي كورة ( مقال تحيليل للصحفي خافيير سيلس – صحيفة آس الإسبانية)

في كأس العالم، ومع أنباء سارة لريال مدريد، يجب التركيز على أردا غولر. رحلته في خط الوسط، التي بدأت مع أنشيلوتي وانتهت بفوز حاسم مع تشابي ألونسو، غيّرت الصورة العامة للاعب التركي.

يُنظر إليه كلاعب خط وسط مثالي لخط الهجوم، قادر على تحمل أعباء اللعب ، ومتحمس لتعلم المهارات الدفاعية.

بدأت مباراتان صعبتان ضد باتشوكا وسالزبورغ بتأكيد أنه يسير على الطريق الصحيح نحو استعادة مستواه، لكن أداءه ضد يوفنتوس وبوروسيا دورتموند، وكلاهما كانا متطلبين للغاية، رسّخ مكانته كلاعب وسط محوري.

واعترف تشابي ألونسو في ربع النهائي قائلاً: “حان وقت الاستثمار حتى يتمكن أردا من التقدم”. وقد أقر غولر بذلك بأدائه المتميز وتقدمه الواضح.

الحمض النووي للمهندس المعماري

انتقل غولر من كونه لاعبًا مميزًا تحت قيادة أنشيلوتي إلى تولي المسؤولية الإبداعية لفريق ريال مدريد بقيادة تشابي.

لم يشارك أي لاعب من ريال مدريد أكثر من اللاعب التركي ضد يوفنتوس ودورتموند.
في مباراته ضد الفريق الألماني، جسّد غولر أسلوب لعب ريال مدريد بأكمله، وأظهر مهارةً واسعةً، حيث أكمل 67 تمريرة.

برزت التمريرات العمودية المتقنة لكسر خطوط الخصم، وتغييرات الاتجاه، والفتحات على الأجنحة، في ترسانته، كما يتضح من تواصله مع زميل واحد على الأقل. كان ألكسندر-أرنولد وفالفيردي الأكثر استخدامًا، بعشر وتسع تمريرات على التوالي.

مع وجود تشواميني إلى جانبه، وفي خطة 1-4-2-2-2 التي استخدمها تشابي في الاستحواذ، شعر غولر براحة كبيرة وتحرك باستمرار لاستلام الكرة. ولم يكن مفاجئًا أنه كان لاعب ريال مدريد الأكثر استغلالًا للفرص، بواقع 77 فرصة، أي أكثر بـ 14 فرصة من يوفنتوس، الذي استلم الكرة منه في 32 مناسبة.

ساعدت هذه الديناميكية والذكاء في تحديد مناطق اللعب اللاعب التركي على إضفاء معنى على أسلوب لعب ريال مدريد وصقل مهاراته الهجومية.

لا يقتصر إيقاع جولر على التمريرات الأولى، بل يمتد إلى الأمتار الأخيرة .. إن التمريرتين الحاسمتين اللتين قدمهما إلى جونزالو ومبابي ضد بوروسيا دورتموند تؤكدان عدم توازنه.

يجمع غولر لاعبي مدريد حول الكرة، ثم يصل لضبط التمريرة أو العرضية الأخيرة. بين دور الـ 16 وربع النهائي، خلق خمس فرص للتسجيل، بالإضافة إلى كونه اللاعب الذي كسر الخطوط أكثر (20 في كل مباراة، دون خطأ ضد فريق كوفاتش) والذي غالبًا ما سلم الكرة إلى الثلث الأخير من الملعب بدقة عالية جدًا. لا يتعلق الأمر بالإفراط في استخدام الإحصائيات، ولكن الأرقام بمثابة مقياس لأهمية جولر في كل من الإبداع واتخاذ القرار النهائي.

التطبيق التصحيحي

لا يزال على غولر التأقلم مع بيئته الجديدة من حيث التمركز والعمل الدفاعي. إنها مهمة صعبة، وتحتاج إلى وقت، ولكن من الواضح أن لديه مجالًا للتحسين فيها. مع حماسه وسرعته، لن يُفرط في أي شيء .

لقد قطع أكبر عدد من الكيلومترات ضد بوروسيا دورتموند (11,249)، وأظهر نشاطًا ملحوظًا في إغلاق ممرات التمرير (53 حركة من هذا القبيل) ورفع مستوى كثافته عند تحرك الخصم (54 حركة ضغط غير مباشر، وهي الحركات التي لا يحاول فيها استعادة الكرة بشكل مباشر). لم يقبل أي لاعب من ريال مدريد هذا المستوى من بذل الطاقة.

كان هناك فرق واحد مقارنةً بمباراة يوفنتوس. تمركز يلديز في وسط الملعب بين غولر وترينت جعل الأمور صعبة للغاية على اللاعب التركي في ذلك اليوم. شعر بأنه مكشوف للغاية، وحاول، عن طريق الخطأ، القفز بشكل مفرط لاعتراض الكرة أو استعادتها بدلاً من الحفاظ على موقعه في الملعب. حتى أنه نفذ 13 حركة ضغط مباشر، دون نجاح يُذكر، أكثر بعشر مرات من مباراة دورتموند، حيث كان أداؤه أكثر حذرًا وانتظامًا.

على أي حال، يُفضّل غولر الخطوط الدفاعية المحكمة، والتغطية الدفاعية الدقيقة، والروح الجماعية التي يُظهرها ريال مدريد في كأس العالم للأندية.

ولتوضيح ذلك، بلغ متوسط ​​طول هيكل ريال مدريد 35 مترًا في الكتلة الدفاعية العليا، و25 مترًا في خط الوسط، و21 مترًا في الكتلة الدفاعية السفلية؛ على سبيل المثال، وصل طول هيكل دورتموند إلى 37 مترًا عند الضغط العالي.

في ظل هذا الوضع، يُعدّ غولر الخيار الأمثل، ويحظى بدعم لاعبين مثل تشواميني وفالفيردي.

يُحفّز تشابي ألونسو تطوره، ويمنحه ثقته الكاملة. يقول المدرب المولود في تولوسا، الذي يحثّه على اكتساب المهارات اللازمة لتثبيت أقدامه في مركزه الجديد: “من الواضح أن أردا بحاجة إلى تحسين أدائه الدفاعي، لكنني أريده أن يُحسّنه من خلال اللعب. موهبة بهذا الحجم يجب أن تلعب طوال الوقت”. لقد بدأت ظاهرة غولر كلاعب خط وسط للتو.