شبكة الحلم : ما يفعله بيلباو في ملف نيكو ويليامز غير منطقي!

هاي كورة – ( كارليس ريكساش – الموندو) مقال صحفي

” منذ أيام فقط، كنا نتحدث عن احتمالية تعاقد برشلونة مع نيكو ويليامز، وما لبث الأمر أن تحول إلى حالة من التوتر الملحوظ بين النادي الكتالوني وأتلتيك بلباو، هي مواقف ليست بغريبة عن كرة القدم الحديثة، حيث أصبح بند شراء عقد اللاعب أحد أبرز سمات هذا العصر، بند مفيد في جوهره، طالما كان متوازنًا مع راتب اللاعب وقدرات الأندية.

لجيل اليوم، دعوني أذكّر: في أيامنا، كان هناك ما يُعرف بـ”حق الاحتفاظ”، وهو نظام يمنح النادي سلطة إبقاء اللاعب حتى بعد نهاية عقده إذا لم يرغب في بيعه، لم يكن هناك شيء اسمه “سعر انتقال”، بل كان النادي من يحدد كل شيء، إن حدد أصلًا، لذلك، فإن بند الشرط الجزائي اليوم، رغم الجدل حوله، يمثل خطوة للأمام، لأنه يأتي باتفاق واضح بين الطرفين: اللاعب والنادي، هو اتفاق حر، ليس مفروضًا، ومن الطبيعي أن يُقبل الطرفان عليه وهم يدركون تبعاته.

من هنا، يصبح من غير المنطقي أن يشعر أي نادٍ بالغضب إذا تم تفعيل بند كان هو نفسه قد وقّع عليه، أفهم بالطبع حساسية الجماهير، والغضب عند انتقال لاعب من نادٍ إلى آخر، لكن دائمًا ما أحب أن أطرح هذا السؤال البسيط: ماذا لو كان ابنك هو اللاعب المعني، وتلقى عرضًا من أحد أفضل أندية العالم؟ في الليغا هناك اثنان من تلك الفئة، وفي أوروبا لا يتجاوز عددهم العشرة.

عندما تكون لاعبًا، تكون على طرف طاولة المفاوضات، وعندما تصبح إداريًا في نادٍ، تجد نفسك على الطرف الآخر من نفس الطاولة، التجربة من الجانبين تعلّمك شيئًا مهمًا: لا تنظر للأمور من زاوية واحدة فقط.

أتذكر ما قاله لي والدي بالكتالونية: “أنا خارج كل شيء، لكنني لست خارج الأشياء.” عبارة جعلته دائمًا مستعدًا لكل موقف، تمامًا كما شعرت حين رحل خوان غارسيا من إسبانيول إلى برشلونة وأُثير الكثير من الجدل، بينما في الماضي، رأينا العكس يحدث: كوبالا من برشلونة إلى إسبانيول، أو مارسيال، أو حتى انتقالات بين برشلونة وأتلتيك بلباو كغويكوتشيا وفالفيردي.

كل هذه القصص تؤكد شيئًا واحدًا: كرة القدم لا تتوقف عند صفقة أو انتقال، والمشاعر لا يجب أن تعمي البصيرة، تفهم الجماهير أمر طبيعي، لكن لا شيء يستحق أن نُحطّم كل شيء لأجله، ففي النهاية، ستكتشف أن نصف الناس – أو أكثر – لن يتفقوا معك مهما فعلت.

لذا، واصل مسيرتك… بحكمة.”