شبكة الحلم : مانويل جوزيه: جماهير الأهلي طالبت برحيلي بعد الخسارة من الزمالك.. وكنت أريد الهرب

كشف البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني السابق للنادي الأهلي، العديد من الكواليس أثناء فترة توليه تدريب الفريق الأحمر في عام 2001.

وقال جوزيه في حوار أجراه مع صحيفة “maisfutebol” البرتغالية: “ذهبتُ إلى مصر لمشاهدة نهائي كأس مصر بين الأهلي ونادٍ آخر لا أذكره الآن، لتوقيع العقد لتدريب الفريق، فأخذوني لمشاهدة نهائي الكأس، كنتُ قد رتبتُ كل شيء، لكنني بدأتُ بمشاهدة المباراة، علاوةً على ذلك كان هناك وقت إضافي، وكدتُ أنام خلاله، علاوةً على ذلك كان الجو حارًا جدًا”.

وأضاف: “عندما شاهدت المباراة ظللتُ أقول لنفسي: يا مانويل أنت غبي عليكَ الهرب لكنك لستَ من يهرب وقد وعدت لذا عليك الوفاء بوعدك”.

وواصل: “في نهاية المباراة، أخبرتُ وكيل أعمالي أنني لن أستمر ثلاثة أشهر في تدريب هذا الفريق”.

وتابع جوزيه: “عند قدومي للأهلي اللاعبون كانوا يركضون فقط عندما تكون الكرة بحوزتهم، ولكن بدونها لا يتحرك أحد، ولم تكن لديهم عقلية احترافية، لم يكن لديهم ذرة من المسؤولية”.

وأكمل: “كان الأمر شاقًا، لكنني غيّرت عقلية اللاعبين تدريجيًا، واللاعبون أيضًا بالطبع، جاء وقت أدركوا فيه أنه لا خيار آخر أمامي، إما أن ينفذوا أوامري ولكن دون تقليد أي لاعب وإعطائه حرية الإبداع أو أن يكون الأمر متعبًا باستمرار، فأُخرجهم من الفريق، كانت الأساليب قاسية، لكنهم تعلموا ونجحت”.

وكشف مدرب الأهلي السابق: “الجماهير كانت تطالبني بالرحيل بسبب خسارتي أمام الزمالك منافسنا اللدود في الدور الأول من الدوري بنتيجة 2-1 وكانوا يصرخون: “جوزيه، اذهب إلى المنزل!”، على الرغم من أننا فزنا بلقب دوري أبطال أفريقيا بعد غياب 14 عاماً، ولكن على الرغم من ذلك لم يقبلني المشجعون”.

وأضاف: “لكن بعد ذلك كنت محظوظًا، في الدور الثاني ضد الزمالك، في مباراة كان فيها 100 ألف متفرج داخل الملعب قبل ثلاث ساعات، فزنا 6-1”.

وتابع: “لم يكن يعرفني أحد في بداية وصولي إلى مصر، لكن كان الأمر جنونيًا، القاهرة مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 22 مليون نسمة، معظمهم مشجعون للنادي الأهلي، والجزء الآخر للزمالك، جميعهم شغوفون بكرة القدم، وكان المشي في شوارع مصر في أي مدينة شبه مستحيل، وخاصة بعد الفوز 6-1 على الزمالك”..

وأكمل مانويل جوزيه: “رحيلي في المرة الأولى عن الأهلي جاء لأنني غضبتُ من المدير الرياضي الذي كان لاعبًا أيضًا، وظن نفسه مدربًا أيضًا، تدخل في عملي ولم يكن أهلًا للثقة، حتى أنني صرختُ عليه ثلاث أو أربع مرات لإسكاته، وطردته من الغرفة مرتين خلال اجتماع ما قبل المباراة مع اللاعبين”.

وأوضح: “كانت علاقتي به سيئة للغاية، لكن عندما غضبتُ منه ولم أعد أتحدث إليه، قال ذات مرة شيئًا غريبًا، علنًا: “جوزيه سيكون أفضل مدرب في تاريخ الأهلي”، كانت لديه الشجاعة ليقول ذلك في وقتٍ كنا فيه قد أدرنا له ظهرنا، لكن ذلك لم يُجد نفعًا، لدرجة أنني قلت: “إذا أقالوه فسأبقى، وإذا لم يفعلوا فسأرحل”.

وتطرق للحديث عن السفر للعب في أفريقيا، قائلاً: “كان السفر في أفريقيا باستثناء تونس والمغرب والجزائر وجنوب أفريقيا، أشبه بالسفر في حافلة، لم تكن هناك رحلات جوية مباشرة، كنا نتوقف في كل مكان، كان السفر إلى السنغال ودول أخرى يستغرق 22 أو 24 ساعة، وكنا نلعب كل ثلاثة أيام، كان هذا يُرهق اللاعبين، كان التدريب وخاصةً إذا كانت لدينا مباراة خارج أرضنا في مصر بعدها، يعتمد كليًا على التعافي والعمل التكتيكي دون بذل مجهود بدني كبير”.

وأتم جوزيه تصريحاته: “أينما ذهبنا للعب كان هناك غالبًا ساحر مُلون، وحوالي 40 أو 50 شخصًا يرتدون أقنعة، يُلقون تعاويذ لمساعدة فريقهم على الفوز، هذا السحر الأسود، أمر جنوني، أليس كذلك؟ وكانت الملاعب تعج بالجماهير أينما ذهبنا، الأهلي مشهورٌ جدًا، ولكن ذلك يعود أساسًا إلى حبهم الشديد لكرة القدم، لكن من أسوأ الدول على الإطلاق كانت زيمبابوي، ذهبنا إلى هناك مرتين، وكان الأمر مُريعًا”.