“بدأت مسيرتي من القاع وأعني القاع بمعناه الحرفي، بدأت التدريب في أدنى درجات الدوري في بلدي إسبانيا، ثم صعدت خطوة بخطوة، ذلك المسار علمني مدى صعوبة تحقيق الإنجازات عندما تبدأ من الصفر، إنه ليس الحظ، بل جهد وسعي، وليس لأنني ربحت في اليناصيب” خوسيه ريبيرو مدرب الأهلي الجديد.

شبهه تقرير لصحيفة جنوب إفريقية، بأنه النمر الكامن في الظلام المستوحاة قصته من فيلم الفنون القتالية “Crouching Tiger, Hidden Dragon” الحائز على جائزة الأوسكار.

ويشتق عنوان الفيلم من المثل الصيني “وو هاو كانج لونج”، إذ تتحدث هذه العبارة عن قوة خفية، تشبه إلى حد كبير نمرًا كامنًا في الظلام مستعدًا للانقضاض، أو تنينًا يختبئ في كهف.

هكذا كانت بداية المدرب الإسباني الذي وصفته الجماهير بـ “السباك” قبل أن يتحول إلى فيلسوف وشخص ملهم لمشجعي نادي أورلاندو بايرتس المعروف بـ “القراصنة”.

وأعلن النادي الأهلي في وقت سابق، تعاقده مع الإسباني خوسيه ريبيرو لتدريب الأحمر لمدة موسمين.

الأمر الغريب أن أول الانتقادات التي وجهت للمدرب الإسباني من قبل الجماهير هو ظهوره دائما بـ”Poker Face” أي وجه جامد بلا تعبير، وقال ريبيرو في وقت سابق “عدم إظهار الابتسامة لا يعني أنه لا يملك مشاعر، لكن الشيء الرئيسي بالنسبة له هو ضمان استقرار الفريق وثباته”.

ويستعرض FilGoal.com مسيرة المدرب خوسه ريبيرو مدرب الأهلي الجديد

نشأ خوسيه لويس ريبيرو في مدينة جاليسيا بإسبانيا، كانت جدته أهم شخصية في حياته، وعاش الطفل الصغير بدون والده منذ أن كان في الرابعة من عمره بعد انفصال والديه، لذلك نشأ مع 3 نساء وهم أمه وأخته وجدته.

لم يكن خوسيه طالبًا سيئًا في مراحله الأولى التعليمية، لكنه كان شغوفًا بكرة القدم، الفن، الرسم والتلوين.

مر خوسيه بفترة صعبة في طفولته بسبب غياب والده، لتغيب أخباره لمدة تقرب 12 عامًا، قبل أن يقضي بعض الوقت مع والده في سن الـ18 عاما، ليعيش معه ومع عائلة والده الجديدة، إذ أصبح لديه أخت من زواج والده الثاني.

نوع من الإدمان

بدأ خوسيه مسيرته في اللعب بدوري هاو، لكنه كان صريحًا مع نفسه إذ لم يكن لاعبا جيدا بما يكفي لذلك فكر في خيارات أخرى.

أتيحت له الفرصة لمساعدة والده في شركته الخاصة، ومعرفة ما إذا كان يرغب في السير على خطاه، لكنه أدرك سريعًا أن هذا ليس ما يريده، ولا يرغب أن يصبح موظفا لبقية حياته.

“أعتقد أنني أدركت شيئًا فشيئًا أنني أستطيع مساعدة الناس على التحسن، وأن يصبحوا أولًا أفضل، أريد التدريب، أنا حقًا أحب تعقيد اللعبة، إنه أمرٌ يجذبني حقًا، أن أحاول التنقل في فوضى كرة القدم”.

“إنه نوعٌ من الإدمان، وهذا ما فعلته، كنتُ في التاسعة عشرة من عمري عندما حصلتُ على أول رخصة تدريب، بدأتُ التدريب مع فتيانٍ صغارٍ في أندية صغيرة، شيئًا فشيئًا كبرتُ، لأنتقل إلى ناشئي سيلتا فيجو لمدة 4 سنوات”.

مقامرة

انتقل إلى ريبيرو للتدريب في فنلندا في خطوة تبدو غريبة، هناك بدأ مسيرته من الصفر تقريبا، ليعمل في بلد أخرى خارج منطقة راحته التي اعتاد عليها.

“كان الأمر بمثابة تحدٍّ أن أفعل ما لا أعرفه في مكان مختلف، في ثقافة مختلفة ولغة مختلفة، فخور جدًا لامتلاكي ما يكفي من الشجاعة للقيام بهذ الأمر، لأنه لم يكن شيئًا جذابًا حقًا”.

“لم تكن مساحة آمنة حقًا للمستقبل، كان الأمر أشبه بمقامرة، لكن إيلينا زوجتي كانت مهمة جدًا، فقد منحتني الثقة لأخوض تلك المقامرة، وقلت لم لا؟ الآن سأبدأ”.

“ربما بعد 10 أو 15 عامًا، لن تكون لديك الطاقة للمحاولة، لذا نعم كان من الرائع أن أحظى بفرصة العيش في بلد مثل فنلندا لأسباب عديدة ومختلفة، وكان ذلك جيدًا جدًا بالنسبة لي في مجال كرة القدم”.

“كانت فرصة أن أصبح مدربًا محترفًا متاحة منذ البداية، لقد كان الأمر مقبولًا للغاية من قبل كرة القدم الفنلندية، لذلك كان مستواي ينمو ويتصاعد بشكل دائم خلال تلك السنوات الثماني”.

“تمكنتُ من أن أصبح مدرب كرة قدم محترفًا لأول مرة، كانت تلك الخطوة في فنلندا بالغة الأهمية بالنسبة لي كمدرب، ولكن أيضًا كإنسان”.

“ريف”

وصل خوسيه ريبيرو إلى فنلندا بمحض الصدفة عام 2014، ليكون مساعدا لـ بابلو كوكي في تجربته مختلفة بفنلندا، ولم تكن التجربة سهلة على الإطلاق.

بدأ ريبيرو في منتصف الموسم، وانتهى الأمر بهبوط الفريق بسبب المشاكل المالية دفعت النادي إلى الإفلاس ليهبط الفريق درجتين.

ساعد ريبيرو المدرب كوكي في عودة نادي هونكا، ليفوزا معا ويصعدان بالفريق إلى دوري الدرجة الثانية موسم 2015-2016 قبل أن ينتقل ريبيرو إلى نادي PK35.

ومنه إلى هلسنكي النادي الأكبر في فنلندا، إذ عمل كمساعد للمدرب ميكا ليهكوسو بين عامي 2016-2018، وفاز ريبيرو بلقبين الدوري والكأس.

“أعيش في فنلندا منذ سنوات، وكل شيء يسير على ما يرام، حققنا نتائج ممتازة مع هلنسكي”، ليقرر نادي إنتر توركو التعاقد مع “ريب” في يناير 2019.

عانى النادي من تراجع في المستوى لعدة سنوات، رغم امتلاكه إمكانات هائلة وميزانية تُعدّ من بين الأفضل في الدوري الفنلندي.

كان التحدي في عامه الأول هو تغيير عقلية الجميع وإجراء تعديلات كبيرة، كان الهدف الرئيسي بناء فريق مميز يعيد الجماهير إلى الملعب.

خلال موسمين ناجحين مع النادي، قدم إنتر الفنلندي نتائج رائعة تحت قيادة ريبيرو ليحتل الفريق المركز الثاني لأول مرة منذ عام 2012.

احتل إنتر المركز الثاني عامين متتاليين خلف كووبيون بالوسيورا بطل عام 2019، وهلنسكي بطل عام 2020.

في فبراير 2020، وبعد 5 سنوات ونصف من تواجده في فنلندا، فاز ريبيرو بجائزة أفضل مدرب فنلندي، لينتقل إلى بعدها إلى دوري جديد وكرة قدم مختلفة تماما.

بلومبر أو السباك

كرة القدم لعبة مقامرة، لعبة يمكن فيها للقرارات أن تحافظ على إرث النادي أو تُدمره، لذلك عندما أعلن أورلاندو بايرتش عن تعيين خوسيه ريبيرو مدربًا جديدًا له، انهالت الانتقادات من جماهير على النادي بسبب المدرب الذي لا تاريخ له في كرة القدم الأفريقية، أو حتى سيرة ذاتية قوية على المستوى العالمي.

أطلقت جماهير النادي على المدرب الجديد لقب “بلومبر” أي السباك، وهو مصطلح يحمل سخرية كبيرة يُستخدم في جنوب إفريقيا للإشارة إلى المدرب الذي يُقال إنه لا يعرف ما يفعله.

فعندما تضع نفسك مكان مشجع أورلاندو، تجد أن المدرب الإسباني قد يكون مجهولا بالنسبة للجميع، بمجرد علمك باسم المدرب الجديد، ستستخدم هاتفك للبحث عنه على جوجل، ومعرفة من أين أتى هذا المدرب وما هي فلسفته التدريبية؟

“لستُ غاضبًا”

“ممتن حقًا، ممتن للفرصة التي منحني إياها أورلاندو، مع كل التقلبات والضغوط والمشاكل والمعارك أحيانًا التي عليك التعامل معها في مكان كهذا”.

“من المفهوم أن الناس في ذلك الوقت كانوا ينتظرون بفارغ الصبر أن يكون لديهم أمل حقيقي، كان النادي يمر بفترة صعبة، لذا ينتظر المشجعون شخصًا يأتي ويغير الأمور، وعادةً ما يكون من السهل الاعتقاد بأن الأسماء الكبيرة سيكونون الحل، وربما يكونون كذلك، لا أقول إن الأمر ليس كذلك”.

“لا أشعر أنني غاضب منهم، لستُ غاضبًا أو ما شابه، ولا أعتبر ذلك دافعًا إضافيًا لي لأقول الآن إنني سأُريكم أنني قادر”.

“أعلم أنني قادر، وثانيًا أعتقد أنهم لا ينتقدونني حقًا، إنهم ينتقدون رئيس النادي بطريقة ما، إنهم ينتقدون تفكير النادي”.

“عندما تثق في رؤيتك، وتثق في قدراتك ومهاراتك، وعندما ترى أن لديك الأشخاص المناسبين لتحقيق شيء ما”.

“من الأشياء التي اعتدت أن أقولها لأصدقائي ولعائلتي وللناس هنا في جنوب إفريقيا، أنني لا أثبت شيئا لأحد”.

من حواري أوروبا

“أنا شخص عاطفي جدًا، وأحيانًا أكون أكثر من اللازم، قادر على قراءة أو الشعور بمشاعر الناس من حولي، ربما لأنني قادم من أوروبا”.

“ستظن أن الأمور مثالية هناك عندما نكون في هذا الجانب من الكوكب، لكن لم تكن حياتي سهلة على الإطلاق، لكنني لا أحاول حتى المقارنة”.

“لا يقتصر الأمر على العلاقات الفردية مع اللاعبين، والتي تربطني بهم بالطبع، بعضهم أقرب من غيرهم، هذا طبيعي، إنها طبيعة بشرية”.

النادي الذي تأسس عام 1990 ولم يفز سوى بلقب دوري واحد، يرى في ريبيرو المدرب المثالي لتحقيق اللقب الثاني.

“لسنا مُضطرين للتظاهر بالتقارب أو الصداقة إن لم يكن ذلك صحيحًا، طالما نحترم بعضنا البعض”.

“لكن ما أحاوله منذ اليوم الأول ودائمًا، أن أجعل لاعبي فريقي يشعرون بالأمان عندما يكونون معي”.

“لا يحتاجون للتظاهر بالسعادة إن لم يكونوا كذلك، لا داعي لإخفاء مشكلة لاعبٍ ما إذا كانت موجودة، بل يجب أن نتعاون معًا لخلق مساحةٍ متساويةٍ للجميع”.

“نأتي إلى ملعب التدريب لقضاء 4 أو 5 ساعات معًا، لكنني أعتقد أنني تمكنتُ شيئًا فشيئًا من كسر ذلك الجدار الذي كان قائمًا بيني وبين اللاعبين عندما لا نكون في ملعب التدريب، يمكننا قول ما نريد لبعضنا البعض، مع الحفاظ دائمًا على الاحترام”.

“لدينا أهداف، ولدينا بعض القيم، لذا إذا اتبعنا هذا، فإننا سنكون فريقا رائعا”.

ريبيرو مدرب دؤوب، فعادةً ما يصل إلى الملعب الساعة الثامنة صباحًا، ويختلف عمله باختلاف جدوله الأسبوعي، لكنه عادة ما يراجع عمله في الملعب، ويحلل أداء الخصم وأداء لاعبيه.

في كل صباح، يجتمع الجهاز الفني حوالي الساعة التاسعة صباحًا لمناقشة مختلف الأمور المتعلقة بالفريق والتدريب.

بعد ساعة يجتمع مع اللاعبين، وفي الساعة الحادية عشرة صباحًا يبدأ التدريب، ثم يحلل المران، ويبدأ العمل على التدريب التالي، كان تلك وتيرة عمل ريبيرو في فنلندا ثم جنوب إفريقيا.

ظل صنداونز

قبل وصول خوسيه ريبيرو، كان أورلاندو بايرتس يعاني من غياب قاري على الساحة القارية لمدة 5 سنوات، فشل الفريق حتى في التأهل إلى دور المجموعات في دوري أبطال إفريقيا، وتواجد في ظلّ غريمه اللدود، ماميلودي صنداونز.

ومع وصول ريبيرو كان أورلاندو يغيب عن المنافسة على بطولة الدوري في جنوب إفريقيا بموسم 2021-2022، إذ احتل الفريق المركز السادس برصيد 44 نقطة بفارق 21 نقطة عن البطل صنداونز.

لكنه عاد إلى المنافسة في الموسم التالي مع ريبيرو، ليحتل المركز الثاني خلف صنداونز البطل، ليظهر المدرب الإسباني قدراته كمدرب مميز.

وعلى الرغم أن المدرب لم يستطع كسر هيمنة “البرازيليانز” إذ احتل الفريق المركز الثاني في 3 مواسم، لكن استعاد النادي طريق النجاح على المستوى المحلي والقاري تحت قيادة “ريب”، بمزيج من البراجماتية الأوروبية والتكيف مع روح كرة القدم الأفريقية.

قاد ريبيرو النادي للفوز بكأس MTN 8 لعامين متتاليين، وفي عام 2024، صنع التاريخ حين أصبح أول مدرب يفوز بكأس MTN 8 ثلاث مرات متتالية.

خيبة أمل

سيبقى موسم 2024-2025 محفورًا في ذاكرة جماهير أورلاندو بايرتس لفترة طويلة، في بداية الموسم، كان فريق القراصنة مفعمًا بالتفاؤل بعد الحصول على الكأس 3 مرات متتالية، مع إيمان الجماهير بأن النادي أخيرًا يمتلك الفريق اللازم لمنافسة صنداونز، بطل الدوري الممتاز الدائم في السنوات الأخيرة.

حقق القراصنة بدايةً رائعةً للموسم بعد فوزهم بـ7 مبارياتٍ متتالية في الدوري، وهو إنجازٌ حققه القراصنة لأول مرة منذ تأسيس دوري جنوب إفريقيا الممتاز.

قدم القراصنة أداءً جيدًا في الدوري في ظل منافسة شرسة مع صنداونز، حتى الأشهر القليلة الأخيرة من الموسم.

“من الواضح أن المباريات المهمة مثل الديربي أمام كايزر تشيفز أو ضد صنداونز، في المرحلة الحاسمة كل مباراة بمثابة نهائي، وهذا ما نريده، نريد أن نلعب النهائيات كل 3 أيام، ونريد أن نجعل خصمنا يشعر بأنه يلعب النهائيات أيضًا، وهذا هو الضغط الذي يجب أن نمارسه حتى النهاية” خوسيه ريبيرو.

لكن الأمور بدأت تتحول نحو الأسوء في بداية العام الجاري، بعد خسارة مؤلمة أمام صنداونز بنتيجة 1-4 في فبراير.

وفي مارس، خسر الفريق أمام جالانتس 2-0 وتعادل سلبيا مع ستيلينبوش الذي لعب بعشرة لاعبين، ولم يشفع فوز الفريق على صن داونز 2-1 في تحقيق اللقب.

ندبة دوري الأبطال

“علينا أن ننجح هذا الموسم، نحن فريق مميز بدوري أبطال إفريقيا، نريد أن نثبت منذ البداية، أننا فريقٌ صُنع وتطور، وجيدٌ بما يكفي ليكون جزءًا من البطولة” خوسيه ريبيرو.

صعد أورلاندو إلى دوري المجموعات ليصل إلى ربع النهائي بأداء رائع، ليقول ريبيرو “إننا الفريق الوحيد في دوري أبطال إفريقيا الذي يملك 14 نقطة، الأمر ليس صدفة”.

“نتصدر المجموعة، ونقوم بعمل رائع، آمل أن يشجعكم هذا على الطموح في الدور المقبل”.

“أعتقد أن معظم الناس يصنفوننا كأحد المرشحين للفوز بالبطولة هذا الموسم في جنوب إفريقيا، لكن دوري أبطال إفريقيا مختلف، نحن لسنا منافسين حقيقيين، سنلعب ضد أفضل فرق القارة، دعونا نستمتع بهذه اللحظة”.

تعادل أورلاندو مع الأهلي سلبيا قبل أن يفوز عليه بنتيجة 2-1 في دور المجموعات، ليثبت أنه أحد فرق القارة.

“القتال الذي أظهره اللاعبون على أرض الملعب في القاهرة، أعتقد أنه لا يُضاهى بصراحة، كان من المذهل رؤية الفريق يتنافس بتلك الطريقة ضد الأهلي، الطريقة التي فعلنا بها ذلك، لحظات صغيرة مهمة نحتاجها لمواصلة أداءنا كمجموعة لنثق أكثر بأنفسنا ونكون على قدر المسؤولية”.

فاز أورلاندو بصعوبة 1-0 على مولودية الجزائر بمجموع المباراتين في ربع النهائي.

وبعد التعادل السلبي ضد بيراميدز على ملعب أورلاندو في نصف النهائي، سادت الثقة في الفريق بقدرتهم على الصعود إلى النهائي من القاهرة، ليكون نهائي جنوب أفريقي خالص ضد صن داونز.

ورغم تقدمهم بنتيجة 2-1 لكن بطل القارة عاد في النتيجة ليقلب تأخره إلى فوز بنتيجة 3-2، وهكذا تبددت أحلامهم بالفوز بلقب ثانٍ بعد نسخة 1995 على حساب أسيك الإيفواري.

وفي كأس نيدبانك، وصل القراصنة إلى النهائي، لكنهم خسروا أمام كايزر تشيفز بنتيجة 2-1، لينهي صيام الفريق عن الفوز بالبطولات لمدة 10 سنوات.

خلال 3 أسابيع فقط، انتهى موسم أورلاندو بخيبة أمل مريرة بعد خسارة كأس نيدبانك، ولقب الدوري، والخروج من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.

“أحد التحديات في جنوب إفريقيا هو أن فريقًا مثلنا، نافس بالفعل في 4 بطولات مختلفة، في كل مباراة، تلعب من أجل شيء مختلف، ومن الطبيعي تمامًا ألا تكون في إحدى تلك البطولات على مستواك، لأننا بشر”.

ابنة خوسيه

رغم النهاية التي بدت حزينة لمسيرة الإسباني في جنوب إفريقيا، لكن العمل الذي قام به لنقل الفريق من المركز السادس لمنصة التتويج، يقدره تماما مشجعو أورلاندو.

أهدت خوموتسيلي كجوبوكوي مشجعة أورلاندو، درجة الماجيستير في الإدارة والقيادة التي حصلت عليها مؤخرًا إلى خوسيه ريبيرو.

وقالت “حتى في العمل ينادونني بـ (ابنة خوسيه)، استمدت القوة والإلهام من ريبيرو طوال دراستي، لقد ألهمتني رحلته الحافلة بالانتصارات الباهرة وحتى النكسات المؤلمة”.

وأضافت “قيادة ريبيرو داخل الملعب وخارجه كان لها تأثير عميق على رحلتها الأكاديمية”.

وتابعت “علّمني قيمة الصمود والتواضع والولاء، مما ساعدني على تجاوز أصعب مراحل مسيرتي الأكاديمية، شكرًا لكونك رمزًا للقوة، كنت مثالا ذو تأثيرٌ دائم على شغفي بكرة القدم ونموّي الشخصي”.

وواصلت “لدي مشاعر مختلطة بشأن الإعلان عن رحيل ريبيرو، حزنتُ لسماع خبر رحيله، لكن بصفتي مُعلمة، أتفهم ذلك، كان عليّ أن أضع نفسي مكانه، لقد أدى واجبه، والآن حان وقت الرحيل”.

وأتمت “جلب خوسيه الكثير من البهجة للفريق ولنا نحن المشجعين، منح اللاعبين الشباب فرصًا، وغرس فيهم روح الفوز، وفزنا بالكؤوس، لم يسبق لنا أن حظينا بمدربٍ كهذا”.

بعد وصوله إلى 131 مباراة مع القراصنة، بات خوسيه ريبيرو أول مدرب يصل لهذا العدد من المباريات في تاريخ النادي يليه الهولندي رود كرول بـ119.

وعادل أيضًا الرقم القياسي لأكبر عدد من الألقاب مع النادي منذ توني ساندرسون في سبعينات القرن الماضي.

تحت قيادة ريبيرو، خاض القراصنة 131 مباراة، فاز الفريق بـ82 مباراة وتعادل 22 مرة، وتلقى 27 هزيمة، وسجل 232 هدفا وتلقى 112 هدفا، وفاز الفريق بـ5 بطولات.

نجاح ريبيرو مع أورلاندو دفع الأهلي التعاقد مع المدرب “المشروع” كما يقال، فهل يبقى مع الأحمر لمدة طويلة ويحقق نجاحات متتالية كما فعلها من قبل، القادم من جنوب إفريقيا بيتسو موسيماني؟ هذا ما ستجيب عليه طريقة أداء الفريق مع ريبيرو في كأس العالم للأندية كاختبار أول وفي الموسم المقبل.