التخطي إلى المحتوى

العملية العسكرية التي “ضربت كل المنطق”

شبكة الحلم : العملية العسكرية التي “ضربت كل المنطق”

#العملية #العسكرية #التي #ضربت #كل #المنطق

شبكة الحلم : العملية العسكرية التي
شبكة الحلم : العملية العسكرية التي “ضربت كل المنطق”


شبكة الحلم : العملية العسكرية التي “ضربت كل المنطق”

تعد معركة “باغراتيون” واحدة من أكبر العمليات العسكرية في التاريخ، يكفي للدلالة على ذلك أن أكثر من مليوني ونصف المليون جندي وضابط شارك فيها من الجانبين.

بدأت هذه المعركة وكانت ساحتها بيلاروس خلال “الحرب الوطنية العظمى” في 23 يونيو 1944، وتواصلت لمدة 15 يوما، وانتهت بتحرير بيلاروس وقسم من دول البلطيق وبولندا من الاحتلال النازي.

زخم هذه المعركة الهائل عبّر عنه دوايت أيزنهاور، قائد قوات الحلفاء الأعلى في أوروبا وقتها بقوله في رسالة بعث بها إلى السفير الأمريكي لدى الاتحاد السوفيتي بقوله: “أُشير على خريطتي إلى تقدم الجيش الأحمر، فأشعر برهبة هائلة من السرعة التي يُدمر بها قوات العدو المسلحة”.

على الرغم من أهمية هذه المعركة الكبرى إلا أنها اقل شهرة على المستوى العالمي من معركة موسكو “1841 – 1942″، ومعركة ستالينغراد “1942 – 1943″، وملحمة كورسك الأسطورية عام 1943.

على الرغم من ذلك، يؤكد الخبراء العسكريون أن العمليات العسكرية في معركة “باغراتيون” تتفوق على جميع العمليات الأخرى التي جرت خلال الحرب العالمية الثانية من حيث الحجم والأهمية وتعقيد خطتها وسرعة تنفيذها.

العديد من الخبراء والمتخصصين يعتقد أيضا أن “باغراتيون” كانت أكبر هزيمة عسكرية للقوات المسلحة الألمانية في كامل تاريخها. بما في ذلك في أوروبا.

بهذا الشأن كتب الجنرال الألماني سيغفريد ويستفال قائلا: “خلال صيف وخريف عام 1944، عانى الجيش الألماني من هزيمة تجاوزت حتى هزيمة ستالينجراد… في ذلك الوقت كانت ألمانيا تسقط بلا هوادة في الهاوية”.

يتفق المؤرخ والمحلل العسكري البريطاني جون إريكسون مع هذا الرأي ويقول: “كانت هزيمة مجموعة جيش المركز من قبل القوات السوفيتية أكبر نجاح حُقق نتيجة لعملية واحدة. بالنسبة للجيش الألماني، كانت كارثة ذات أبعاد لا يمكن تصورها، أكبر من ستالينغراد”.

قبيل المعركة، كانت القيادة الألمانية على يقين بأن الجيش الأحمر سيهاجم. ولكنها لم تكن تعرف المكان والتوقيت. رسى الرأي لديها على أن السوفييت سيهاجمون في أوكرانيا، وكان القادة الألمان يظنون أن الطبيعة تسد “بوابة بيلاروس” بالغابات وشبكة كثيفة من الأنهار وسط السهول الواسعة والمستنقعات.

يتحدث عن ذلك الجنرال بافيل باتوف، قائد الجيش السوفيتي قائلا: “آمن الجنرالات الألمان بشكل أعمى بالعلامة الطبوغرافية التقليدية، المستنقع غير السالك، واستسلموا للفكرة المريحة بأننا لن نكون قادرين على التقدم بأي شكل من الأشكال هنا من خلال المستنقعات المتتالية.. ومع ذلك، توصلت القيادة السوفيتية إلى رأي مختلف، وكان قائما على الثقة في القوة. ومهارة الجندي الروسي واستكشاف شامل للمستنقعات”.

قسطنطين روكوسوفسكي قائد جبهة بيلاروس كشف السر بقوله: “تعلم المشاة السباحة والتغلب على المستنقعات والأنهار بوسائل مرتجلة… أراني الجنرال باتوف موقف دبابات على مستنقع في مؤخرة الجيش. لمدة ساعة ونصف، شاهدنا عربات واحدة بعد الأخرى وهي تصعد إلى المستنقع وتتغلب عليه. جنبا إلى جنب مع خبراء المتفجرات، جُهزت ناقلات خاصة، وكل دبابة بفتحات ووسائل خاصة للمرور عبر خنادق واسعة”.

المشير الألماني إرنست بوش برر فشله لبديله المشير والتر موديل الذي وصل بعد انهيار الجبهة الألمانية في 28 يونيو 1944 لقيادة جيوس المركز قائلا إن “الروس ضربوا كل المنطق“.

بلغ عدد قوات جيش المركز النازي في معركة “باغراتيون” حوالي مليون ومئتي ألف جندي وضابط، فيما شارك في المعركة من الجانب السوفيتي نحو مليون وستمئة ألف جندي.

يفيد الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الروسية بتدمير 17 فرقة وثلاثة ألوية ألمانية بالكامل خلال عملية “باغراتيون” في بيلاروس، فيما خسرت 50 فرقة أكثر من 50 بالمئة من أفرادها وفقدت قدرتها القتالية.

بالمقابل يقدر المؤرخ والخبير العسكري يوري كنوتوف الخسائر البرية السوفيتية في هذه المعركة بحوالي 150000 قتيل وأسير، إضافة إلى حوالي نصف مليون جريح ومريض.

مكتب المعلومات السوفيتي يقدر خسائر الجيش الألماني حينها بـ 381 ألف قتيل و158 ألف أسير، في حين يعتقد المؤرخ أليكسي إيساييف أن خسائر جيش المركز النازي بلغت 500000 قتيل.

استنادا إلى كل ذلك، رأت إيرينا أرخانغيلسكايا، الباحثة المتخصصة في شؤون “الحرب الوطنية العظمى” أن معركة باغراتيون، “نظرا لعدد القوات المشاركة، تعتبر واحدة من أكبر العمليات في الحرب العالمية الثانية وفي التاريخ العسكري”.

المصدر: RT

شبكة الحلم : العملية العسكرية التي “ضربت كل المنطق” #العملية #العسكرية #التي #ضربت #كل #المنطق

شبكة الحلم : العملية العسكرية التي “ضربت كل المنطق”